Loading...

معلومات عن إيبارشية أسيوط ودير العذراء

لمحة تاريخية عن إيبارشية أسيوط

تقع إيبارشية أسيوط جنوب القاهرة ب 375 كيلو متر ، وكانت أسيوط تدعي ( سيوط ) في العصر الفرعوني ، وتدعي ( ليكوبوليس ) في العصر اليوناني ، وتدعي ( أسيوط ) في العصر العربي . ويلاحظ أن كلمة أسيوط تتكون من مقطعين : - سيو ومعناها الكوكب أو النجم ، و أوت ومعناها أوحد أو أعلي ، وبذلك يكون معناها " الكوكب الأعلى ". وقد احتفظت أسيوط باسمها القديم منذ العصر الفرعوني وحتى الآن دون تغيير ، باستثناء فترة الحكم البطلمي والروماني عندما تبدل اسمها إلي ليكوبوليس ( ومعناها لدي الإغريق مدينة الذئب لأن معبود المدينة أبوات له رأس ابن آوي ) وذلك علي عكس أغلب المدن المصرية التي تغيرت أسماؤها القديمة . وبذلك احتفظت أسيوط باسمها علي مر الزمن ، وهو شيء غير مألوف ، فهي بذلك من أقدم المدن لا في مصر وحدها ، بل في العالم تظل حاملة لاسمها القديم . أما كلمة إيبارشية فهي يونانية الأصل وتعني إقليم أو مقاطعة ، وجمعها إيبارشيات . وفي بدء المسيحية ، كانت الإسكندرية هي الإيبارشية الوحيدة في القطر المصري ، التي لها أسقف ، وليس سواه ، يساعده بعض الآباء الكهنة فقط . وأستمر الوضع هكذا طوال القرنين الأول والثاني للميلاد ، ويعتبر البابا ياروكلاس البابا الثالث عشر ، ومن قبلة البابا ديمتريوس الكرام الثاني عشر ، أول من ساموا أساقفة لخدمة الإيبارشيات ، ومساعدتهم في الخدمة والرعاية ، وذلك نظراً لزيادة عدد المؤمنين وانتشار المسيحية في مختلف ربوع الكرازة المرقسية ، وذلك مع بدء القرن الثالث للميلاد . ويذكر المتنيح القس منسي يوحنا ، في كتابه تاريخ الكنيسة القبطية ، الطبعة الثانية 1979 م ص 132 ( أن ليكوبوليس ( أسيوط الحالية ) ، كانت أول أسقفية في القطر المصري بعد الإسكندرية ) . ولهذا يعتبر أسقفها هو الثاني بعد بابا الإسكندرية ، وأيضاً أسقفها رئيس أساقفة الإقليم ، والسبب في ذلك أنه في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي ، قصد القديس مرقس الرسول ديارنا المصرية ، عن طريق الصحراء الغربية قادماً من قيرين إحدى الخمس المدن الغربية في ليبيا ، فوصل إليها في السنة ال25 بعد صعود رب المجد يسوع أي سنة 58 ميلادية ، وجاء في سروج الأخبار ، إن القديس مرقس الرسول بعد أن طاف في إقليم ليبيا دخل مصر عن طريق الصعيد ، وأجمع المؤرخون أبو شاكر بن الراهب ، وأبن بطريق ، وابيفانيوس ، والمنبجي ، وعلماء الغرب ، أن مار مرقس أتى إلى مصر قادماً من قيرين الليبية عن طريق الواحات ثم وادي النيل بصعيد مصر ( يلاحظ أن المدخل من الواحات لوادي النيل عن طريق أسيوط ) فدخل أسيوط بصعيد مصر ، وبشر فيها من عام 58 – 61 م ، وكان مجيئه إلى الإسكندرية عن طريق الواحات ، فالصعيد ، فالنيل ، فالفرع الكانوبي إلى أن وصل إلى الإسكندرية ، من الجهة الشرقية ( هذا دليل إنه قادم من الجنوب ، و إلا لدخل الإسكندرية من الغرب ) ثم انطلقت الكرازة من الإسكندرية ، لأنها كانت عاصمة مصر من عام 330 ق . م . ولهذا تأسس بها الكرسي المرقسي ، وهذا ما أكده قداسة البابا شنودة الثالث ، في كتابة عن القديس مار مرقس الرسول ص 54 ، والمؤرخ الأرشيدياكون كامل صالح نخلة في كتابة عن القديس مار مرقس ص 57 ، وأيضاً الأستاذين حبيب جرجس وكامل جرجس ، فى كتابهم عن القديس مار مرقس الرسول المطبوع في سنة 1937 م ، ولهذا السبب يعتبر المؤرخين أن كرسي أسيوط ، هو الكرسي الثاني في القطر المصري ، بعد كرسي البابا البطريرك ، في الأهمية التاريخية ، وأيضاً لوجود أكبر تعداد من المسيحيين ، في إيبارشية أسيوط ، بعد كرسي البابا البطريرك وذلك على مدى التاريخ وحتى الآن . أما الكرسي الأورشليمي ( مطران القدس ) ، فقد بدأ منذ أيام البابا كيرلس الثالث بن لقلق البابا ال75 ، في القرن الثالث عشر الميلادي ( 1235 – 1243 م ) ، حينما قام برسامة أول مطران للقدس وهو الأنبا باسليوس ، ومنذ هذا التاريخ صار مطران القدس الثاني بعد البابا البطريرك ، لا لشيء إلا لكونه مطران مدينة مخلصنا الصالح أورشليم القدس . وبربط هذه الحقائق التاريخية السابق ذكرها ، يمكننا أن نستنتج أن أسقفية أسيوط ، بدأت تقريباً في القرن الثالث الميلادي . وأسيوط واحدة من الإيبارشيات الكبرى في الكنيسة القبطية . هذا وقدمت إيبارشية أسيوط علي مدي تاريخها الطويل ، لخدمه الكرازة المرقسية الكثير من الآباء البطاركة ، أخرهم قداسة البابا يوأنس ال19 البابا ال113 وكان من قرية دير تاسا التابعة لمركز البدارى . وقداسة البابا شنودة الثالث ال117 وإن كان مسقط رأسه قرية سلام التابعة لإيبارشية منفلوط إلا إنه عاش طفولته في مدينة أسيوط كما ذكر قداسته في حفل اليوبيل الذهبي لرهبنته . و من الآباء الأساقفة الكثير جداً التي تملئ أسمائهم كتب التاريخ الكنسي القديم والحديث ، ولهم أعمال جليلة واضحة في تاريخ الكنيسة ، وأيضاً الكثير جداً من الآباء الرهبان في جميع الأديرة العامرة بالكرازة المرقسية ، وذلك بخلاف الخدام العلمانيين في سائر إيبارشيات الكرازة المرقسية . ومن أشهر البطاركة الذين زاروا إيبارشية أسيوط البابا أثناسيوس الرسولي حامي الايمان أثناء نفيه من الاريوسيين فجاء إلي دير زاوية العباد وكان يعرف بدير النسّاخ ، وهو الدير الأثري الوحيد علي مستوي العالم الذي سُمِي باسم البابا اثناسيوس الرسولي تخليداً لزيارته لهذا الدير . وزارها في العصر الحديث البطاركة البابا كيرلس السادس عام 1960 م ، والبابا شنودة الثالث عام 1972 م ، والبابا تواضروس الثاني عام 2013 ، وعام 2014 م للصلاة علي جثمان مثلث الرحمات نيافة الأنبا ميخائيل ، وعام 2018 لحضور الأحتفال بمئوية مدارس الاحد . + ومن الجدير بالذكر ، أن إيبارشية أسيوط ، قدمت علي مدي تاريخها القديم والحديث الكثير من الشهداء ،الذين استشهدوا في مدينة أسيوط ، أفراداً وجماعات ، يضيق المقام هنا عن حصرهم والحديث عنهم

مشاركة عبر الفيس بوك
21 +

عدد المشاهدة